أدوارٌ هابطة , وأخرى ساقطة .. ومنحنى لدمى صامتة ..
وغابةٌ بلا أشجارٍ وعليها نسانيس ..
إليكم سؤالي المنتظر .. سؤالٌ طويلٌ لكنه مختصر ..
لماذا نحن ثم فلسطين .. ؟ ولماذا لا تكون إن كنا عازمين .. ؟
أليس من الصعب إحتواء الفراغ .. وتحجير القلوب إن كانت دباغ .. ؟
أليس جميعنا ذا عقيدة .. وفتور لحدٍ يقتضي الخديعة .. ؟
لكننا لا نتعدى كوننا دبابيس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
صورة طفلٍ يبتسم , لكنه من يأسه ينهزم .. وامرأةٌ تلوح بالسلم , ليس إلا
ومن أصابعها ذخيرةٌ تضطرم ..
حالنا أصبح مخصي الإراده .. ينادي ولا يعلم ما معنى الإباده ..
والشعب بواسل تمضي لحتفها .. ونحن من مشينا ,
لا لشيءٍ , ولكن ليقال أننا ..
والأمل يكاد يكون مفقود .. حتى على إطلالة الشمس يخاف منا الوجود ..
أجهضنا من أرحامنا الشجاعة .. وما ولدنا سوى الخوف والضراعة ..
حققنا أهدافهم بأفئدة البراءة .. وحطمنا طهارة الأطفال وادعينا المسائلة ..
إلا أننا شعبٌ من أنوف المعاطيس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
تسدل الستائر أمام صرخة الولاء .. حتى إذا دعينا زدنا إستياء ..
والشهب لو تنطق لما ظلت السماء ..
نهرب من ملامح وحشيتنا .. لنلقى مرادفها أنانيتنا ..
ونلبس ثوب الأنوثة متخفين .. لنعلن للعالم أنوثتنا وللملايين ..
نعتقد أن الوقت قد حان .. وما نتسلح به خيال دخان ..
إذا العيون لا ترى البشاعة .. فإذاً لا تحدثني عن الفظاعة ..
وإذا الظلام إنسدل على الجفون .. أعمى القلوب وأروى العيون ..
فلا شيء يسعدهم أكثر من نشوتهم .. ولا شيء يقنعنا سوى موتهم ..
فهل أنادي عليكم ونحن زمرة محابيس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
روميو مات لأجل جولييت .. والحزن ما هزّ عرش جولييت ..
والعالم اقتنع بما قيل إتكيت ..
والحب عاش في الفضاء .. لا في الرجال كان ولا في النساء ..
والزهر يتفتح مع كل شروق .. لينام ليلاً ومع الطير يفوق ..
ونحن لا عشنا زمن جولييت .. مع إحتفاظنا بأناقتنا والإتكيت ..
ولا زرعنا الحب في الدماء .. إلا أننا لسنا رجالا أو نساء ..
وما كنا مع خيوط الشروق .. فلا زهر يعرفنا ولا عروق ..
حتى الأعوام التي مضت أحالتنا تضاريس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
الكل من صميمه يتكلم .. إلا أنه في حقهم يتلعثم .. والحجر لا زال منا يتألم
إعتدينا على مشاعرهم .. إن همسنا ليست بمقدساتهم ..
والتزمنا عند حدود المعاهدة .. إن نحرونا وشكرناهم بمصادقة ..
أليس من الغريب أن تتعرى الحقيقة .. ونحن لا نلبسها إلا شجاعة رقيقة ..
وهل إقتنعنا أننا أشباح .. إن كنا ؟
فمن أبو بكر وعمر ومن عثمان وعلي وأبو الجراح .. ؟
وإذا نزف جرح الأبرياء أعوام .. فلا داعي أن نتصف بالحمام ..
فمن أخبرنا أننا أبطال هو من أقنعنا أننا مناحيس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
أمةٌ تتشرد , وأخرى تتجرد .. وعالمٌ من الفوضى يتمهد ..
والقلوب لنا تنفطر , ليس غريباً , فأنا وأنت ننهمر ..
ومشاعر تعشق الخلود .. في روضات صمتها وحديث البنود ..
حتى مصابيح الأعراس .. صورت الأمر لا باس ..
التعدي على الأطفال مسموح .. والنساء والشيوخ والجروح ..
ولا تهديد يثني عزمهم .. أو صواريخ كلامٍ تزجرهم ..
لكننا لسنا أكبر الجبناء .. فنحن أقرب ما نكون للفناء ..
وبعد , كيف أستطيع جعل قلوبكم فوانيس .. ؟
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
بغايا ومطاريد , وحوشٌ وصناديد .. طيور لا تقوى تغاريد ..
فالأرض فاحشتها أنها جماد .. والسماء تطهرت عن العباد ..
أيرجع بنا القول المأثور , لا تتحدث تجد كل مبرور ..
مع أن الأمر للكل سيان , هنا عقابٌ إنما هناك بالمجان ..
وليلى ما اعتدى على جسدها رصاصهم .. إنما طهرت دمائها ما أفسد دمائهم ..
فهل علمت الرصاصات إلى أين تسير .. ؟
لا شك , فلولا ليلى ما تنفست العبير ..
أنا أشك بضعف ليلى وما يؤلمها .. لكنني مؤمنٌ بكل وريدٍ يحتضنها ..
فإذا كانت ليلى قد صمدت .. فلماذا لا نكون ليلى وما نزفت .. ؟
وإذا تطهر الرصاص من دمائها .. فلماذا لا نطهر ضمائر منها .. ؟
أم غدا الحق مطالب وغدونا لمطالبنا جواسيس .. !
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
طفلةٌ أستشهدت بالسابعة , وأمٌ دمائها ثورةٌ نابعة ..
وما حركنا سوى مشاعر جائعة ..
الدرة أمام أعيننا قتلوه , شجبنا , غضبنا , كرروا ما فعلوه ..
أليس من المؤلم رؤية أبٍ ينهار .. ؟ وبين يديه قلبه وفي عينيه نار ..
أليس من المؤسف تحولنا لجماد .. ؟ وما نحن سوى للحق رواد ..
وهل رأى العالم جسد محمد , غطت منه البراءة كل ممجد ..
حتى الطيور في كبد السماء .. زقزقت طرباً , وما قمنا سوى بالجلاء ..
والكون لموت الدرة بكى , إلا أننا بكينا دون ولى ..
والطرق للجنة له تمهدت , وطرقنا شائكةٌ تمردت ..
يفرقنا شعاع الحق , ليحلق بنا نور الباطل كأننا نواميس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
أخبارٌ عن شعب الإصرار , وتقارير دسمة وآثار ..
وجيوش من الأرق مزحومة القرار ..
كل من أرادنا أن نموت , عقيدته وهن عنكبوت ..
وكل من أحال قضيتنا للخمول .. فلينتظر غداً ثورة الفصول ..
والشعب لو أراد يوماً الحياة , نما كالزرع من تربة من سقاه ..
والإسلام لم يتحطم بالوريد , إلا أنه أراد العيش وحيد ..
غرباء في كل منفى ومكان , لنا وطنٌ إنما بدون أوطان ..
والحرية في الأفق شاخت .. لا أفئدتنا جذيرة إنما بنا عاثت ..
والكل ينتمي لآلهٍ واحد وهم من ينتمون لجواميس ..
أما تدرون ما يحدث خلف الكواليس .. ؟
قصاصات ورقٍ كتبت , الحق لنا , لكنها دفنت ..
والدم العربي مهدور , والأوردة نضبت ..
هل بسبب عجزنا أو عجز الإمام .. ؟ أم بسبب تدهور حال الأنام
سجلنا الشرقي مخزي , ولا مؤزر لنا أو معزي ..
والوقت على أكتافنا ضاق , لا النبض فيه نخوةٌ أو إتفاق ..
كيف لنا أن نسمى أخوان .. ؟ والإسلام ما هكذا أمرنا أو كان ..
أشياء في صدري تخور , من صدى صرخاتهم تثور ..
إلا أنني في ثورتي أشعر مقيد , منفيٌ , والحق لنا بل مؤكد ..
فلمن أبعث صرخات كل غيور , والبعض يعشق كراريس ..